ميديابارت: مكارثية على الطريقة الفرنسية ضد التضامن مع فلسطين  

2024-04-30

 

اعتبر الصحافي الفرنسي المخضرم أنه إذا كان هجوم حماس، مثل هجمات 11 سبتمبر، يمثل تهديدا وجوديا، فإن الجهاز السياسي العسكري الإسرائيلي يعيد إصدار “سياسة الخوف” من خلال إنزال عقاب جماعي رهيب بالشعب الفلسطيني (ا ف ب)قال موقع “ميديابارت” الفرنسي، في مقال لمؤسسه الصحافي المشهور والمخضرم  إدوي بلينيل، إن التضامن مع فلسطين أصبح جريمة، وإن الرغبة في التعبير عن ذلك من خلال الكلام أو الكتابة أو التظاهر يعاقَب عليها باستدعاء الشرطة أو الإدانة الجنائية أو الحظر المسبق. وعليه، فإنه يتعين على جميع الديمقراطيين أن يشعروا بالقلق إزاء هذا الأمر.

فمن محافظي الشرطة إلى المدعين العامين وضباط الشرطة، أرسلت الحكومة رسالة مفادها أن إظهار التضامن مع فلسطين هو جريمة محتملة، يضيف الكاتب، معتبراً أن أدنى شك في الغموض فيما يتعلق بتصرفات حماس أو شرعية إسرائيل هو بمثابة ذريعة لإسكات أو ترهيب أو وصم الأصوات المناضلة في القضية الفلسطينية، باتهامات على الفور بالإرهاب أو معاداة السامية.

فقد حُكم، مثلاً، على عضو نقابي بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ بسبب منشور بسيط تم توزيعه بعد 7 أكتوبر 2023، قال فيه إن “العنف الاستعماري يؤدي إلى العنف الإرهابي”. كما استدعت الشرطة العديد من الناشطين، بما في ذلك الناشطة المناهضة للعنصرية سهام أسباج، بتهمة “تمجيد الإرهاب”. وهي نفس التهمة التي تم استدعاء الناشطة والمحامية الفرنسية الفلسطينية ريما حسن والمرشحة للانتخابات الأوروبية على أساسها، يشير إدوي بلينيل.

اعتبر الصحافي الفرنسي المخضرم أنه إذا كان هجوم حماس، مثل هجمات 11 سبتمبر، يمثل تهديدا وجوديا، فإن الجهاز السياسي العسكري الإسرائيلي يعيد إصدار “سياسة الخوف” من خلال إنزال عقاب جماعي رهيب بالشعب الفلسطيني، عكس هشاشة إسرائيل الجيوسياسية وأفقدها مصداقيتها الدبلوماسية. ووحده الفيتو الفردي من جانب الولايات المتحدة مؤخراً، هو الذي منع الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة. وهو ما يلخص هذه الدوامة القاتلة حيث تكشف القوة العمياء عن نفسها على أنها اعتراف بالضعف.

ورأى إدوي بلينيل أن عدم حل القضية الفلسطينية هو السبب وراء هذا الوضع الخطير للغاية حيث يتعرض السلام العالمي للخطر. وطالما لم يتم وضع حد للظلم الدائم والقديم والمتكرر الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، لن يتمكن أي من الشعبين من العيش بأمان، ناهيك عن العيش في هدوء مع الآخر.

وتابع الكاتب القول إن التاريخ لم يتوقف في 7 أكتوبر 2023، كما لم يتوقف في 11 سبتمبر 2001، معتبرا أن “سياسة الخوف” تريد أن تحبسنا في حاضر أبدي، مجمد في تاريخ مجزرة بلا سبب، بلا تاريخ، بلا سياق. إن حظر التفسير والتعقيد والحساسية، هو دعوة إلى التوقف عن التفكير بحرية وبشكل مختلف، وهو ما يتلخص في المطالبة باللامشروطية التي تعني نبذ كل انتقاد.

ولذلك، يضيف إدوي بلينيل، فإن التضامن مع فلسطين، بتنوعه، والذي لا يمكن أن يكون غير مشروط، هو أمر مشروع، ولو فقط لإنقاذ هذا المبدأ الديمقراطي المتمثل في حرية الفكر والحق في النقد. إنها ليست مسألة إنسانية فقط، في مواجهة الاستشهاد الذي لا يحصى في غزة، بل إنها مسألة سياسية، في مواجهة الخطر الاستبدادي هنا في فرنسا. وبعيداً عن خلافاتها واختلافاتها، ينبغي لجميع القوى التي تدعي أنها ديمقراطية حية وتعددية أن تطالب بنفس الصوت، متحدة وحازمة، بالتعبير عن هذا التضامن بحرية مع الفلسطينيين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي